| 0 التعليقات ]

المجتمع الصغير



حينما ننظر إلى مجتمعنا الذي بدا انه مصر على الرجوع إلى الخلف وعدم التقدم للامام  نلعنه ونسبه ولا نحاول البحث عن حقيقة التأخر الذي أصبح غارقا فيه ولأننا كمجتمع مصري عربي فينا خصلة  سيئة وهى (عدم الاعتراف بالخطأ ومحاولة إلصاقه  دائما في الغير والظروف حتى لو كانت صنعتنا )وجب علينا أن نتخلص من تلك الخصلة المريضة ومحاولة الارتقاء بعض الشيء في النظرة والتفكير.. النظرة لما أصبح عليه المجتمع وما سيصبح عليه إن استمر بهذا الشكل والتفكير في كيفية علاجه من كل ما يعانيه
شجعت نفسي اليوم لأبحث عن إحدى المشكلات الأساسية التي جعلت من المجتمع بناءا منهارا.. ولما كانت تلك المشكلة هي الأساسية من وجهة نظري وجدت أنها قد غيرت ملامح مجتمعات أخرى حينما وجدوها وقاموا بحلها فتطورت وارتقت من القاع إلى أعلى قمم المجد والتقدم (إنها التربية) الرسالة التي دائما تبعثها المجتمعات المتطورة إلى مجتمعات الانحدار  ومفادها أحسنوا التربية وألا فلن ينهض مجتمعكم ..قد يرى كثيرون إن التربية ليست السبب الاساسى  بدليل أنهم يربون أولادهم وما أنصلح حال المجتمع
ولهؤلاء أقول .... بالطبع انتم مخطئون فتربيتكم لأبنائكم لم تكن على المستوى الراقي الحديث ولم تبنى على منهج علمي مليء بالبحث والمطالعة في الأساليب الحديثة العلمية إنما كانت تربية روتينية وفقط يعنى(  رجل وامرأة يتزوجون- ينجبون أطفالا- يتقمصون دور الأبوة ولكن التربية ليست على ما يرام إنها روتينيات وفقط) وأسأل.... هل  قرأ هذا الأب أو هذه الأم في فنون التربية وعلومها ؟..هل حضروا ندوات تعليمية في أصول تربية النشء وما إلى ذلك ؟؟..هل تابعوا برامج مختصة في تربية الأولاد أو يحثوا عن الطرق الحديثة للتربية في مجتمعات التطور ؟
اعتقد إن هذا لم يحدث وألا فلما أصبح المجتمع على هذه الشاكلة خاصة و العلم اثبت إن الأسرة هي المجتمع الأول الذي يؤثر في الطفل طوال  حياته  ...هذا المجتمع الصغير  وان لم يكن هذا المجتمع على قدرا عال من الثقافة والفهم للأساليب الحديثة في التربية لن يتطور المجتمع الكبير
ربما هناك كثيرون سيقولون إن البحث عن لقمة العيش والمال هما الأساس للتربية ومن دونهما لن نستطيع تربية الأولاد أضف إلى ذلك أن المعافرة في الحياة ووسط الظروف الصعبة سرقت كل الوقت فلم يعد هناك وقت أخر نطالع ونبحث  فيه عن الأسس العلمية في التربية وما إلى ذلك
وهؤلاء يرد عليهم بجملة واحدة.....تبحثون عن شماعة تعلقون عليها أخطائكم ....نعم فلطالما أقنعنا أنفسنا بتلك الجملة الكاذبة  فابتعدنا عن أولادنا وتركنا البيوت وقطعنا المسافات البعيدة من السفر والركض وراء لقمة العيش والوظائف ..الخ..والنتيجة إن الضرر فى النهاية قد وقع على الأبناء ...هم الخاسرون الوحيدون ونحن نخسر بعدهم..لمه؟؟ لأنهم بعد ذلك ينظرون إلى هؤلاء الآباء على انهم بنوكا للاموال ليس الا ولا مشاعر ولا ود ولا اتصال بين الاباء والابناء لا شيء سوى الجمود والانفصال والبعد المستمر بالاضافة الى انعدام السيطرة وخروجهم عن الطريق المستقيم ومواجهة الصعاب فى حياتهم دائما
وبمناسبة الصعاب هناك مجتمعات بدأت رحلة تطورها على الانقاض وبنت مدارس  للتربية فى العراء واسست لنظام تربوى حديث رغم ما مرت به من صعاب واعتقد انه لمجرد ذكر اسم ( اليابان) كفيلا بان يتحدث بالنيابة عنى
كل ما ينقصنا هو الاعتقاد والتصديق باننا نستطيع ان نربى بناءا على الصواب والطرق الحديثة الممنهجة والعلمية ...احسنوا تربيتكم تنشئون مجتمعا حديثا متطور ابناءه اعمدة صلبة ترفعه ...انسانيين بمعنى الكلمة فمن البيت يبدأ كل شىء ومن الاسرة تكون بداية الاخلاق والمثل وانصلاح الحال ولن يتقدم المجتمع الا اذا تقدم ابناءه..فالامل دائما فيهم
والاباء والامهات هم المسئولون دائما ...
محمد بدر

للاستعلام اون لاين عن احدى خدماتنا

للحجز اون لاين

0 التعليقات

إرسال تعليق